لن تملك روحي

لن تملك روحي
للحياة احيانا منطقها المشاكس! تقدم لنا مالا نريد وتبعد عنا ما نريد، ثم وبدون سابق انذار تأتينا بمن ننتظر ولا نتوقع! هكذا حياتنا تتراوح بين
ما نحصل عليه وما نسعى لنحققه. هل هذا سر التمتع بالحياة بأن نبقى في سعي دؤوب وبذلك لانشعر بالرتابة وملل الحياة؟

استطاع ان يمتلك جسدها بأوراق رسمية اصطلح على تسميتها عقد زواج، وراح يمارس عليها صلاحيات السيد للجارية. تجاهل انها بشر من لحم ودم وانها انسان له المشاعر والاحاسيس، نان لها ايضا رغبات ولها كيانها. اصبحت سجينة عقلية متخلفة لا ترى بالمرأة
الا تابعا يدور في فلك الرجل، لذلك كانت دائما خلفه ولا يسمح لهاان تكون الى جانبه.

لم ترد ان تبقى روحها سجينة جسدها فتصبح بذلك عبدة ومستعبدة. ارادت ان تطلق العنان لروحها وان تفتح لها ابواب السجن. راحت تكتب بالحبر على الورق احلامها وكونت لنفسها قصة حب رومانسية كان بطل قصتها ذلك الذي كانت تبحث عنه ليكون الحبيب والعشيق والزوج. انه الشخص الذي يجعلها تحقق ذاتها
ومعه تحس بالامان، فيكون لها الصديق وتكون له الام الرؤوم.

كانت تقضي الساعات في خلوات حب مع بطلها، تتبادل معه الغرام تبثه اختلاجاتها وهمومها لتسمع منه ما يريحها ويخفف عنها. صارت تعيش الواقع ممزوجا بالخيال الى درجة بهتت الحدود بين عالميها! كان بطلها يخرج من الورق ليتجسد امامها مبتسما لها
يمسح رأسها وترتمي بين ذراعيه شاكية حالها. كم كانت كلماته الباعثة على الامل في نفسها تريحها وتخفف الم جسدها وتجدد تمسكها بالحياة وتعزز ايمانها بالله عز وجل.

وحده الله بيده امرها... حبها هذا خفف شعورها بالحرمان، فعندما تجد الروح ما يشغلها يصبح صاحبها اكثر قدرة على التحمل؛ الامل يجعلنا لا نستسلم.

كانت تنطق كلمات من حبيبها تتمنى ان تسمعها من ذلك الذي ملك جسدها ولم يستطع ان يمتلك روحها. كانت خلواتها الغرامية تلك تحتل مساحة من نهارها. وعندما تريد ان تنهي هذه الخلوات تضع القلم على الورق وما زال حبره يدمع دلالة على انها سوف تعود لتبقى وفية لحبها الذي نسجته وان تبقى صلاتها لتنال الحرية قائمة. هكذا تبدلت الادوار فبدل ان يستمتع مالكها بسيطرته عليها، صار هو سجين نفسه المريضة.....جمال

اقف اجلالا لعبق حروفك وابحارك في مكنونات
الذات الانسانية فاجدني عاجزا عن الرد حيث
تسمرت الحروف على الشفاه جزيل شكري وتقديري
لما سطرت يداك المباركتان من حروف ذهبية
دمت بخير